لفت رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل في كلمة له خلال احتفال للتيار بذكرى 7 آب، بوضع الحجر الاساس للمقر العام للتيار في ضبيه إلى أن "7 آب هو يوم حملنا الظلم لوحدنا ولا زلنا لوحدنا والبرهان اننا نحتفل بهذه الذكرى لوحدنا، نحن نحمل شعار حرية وسيادة واستقلال بوجه قوى سياسية ونحن نستذكر الماضي الذي نفتخر به وفي 7 آب لم نضرب ولم نقتل وقوتنا اننا ضُربنا وحُبسنا وانتصرنا ولذلك اخترنا 7 آب لوضع حجر أساس لبيتنا هنا في ضبية".
وأشار إلى أن "رئيس الجمهورية ميشال عون كان يقول اننا أحجار الزاوية في البيت اللبناني، ومصرون على سياسة التفاهمات مع كل الناس، نريد ان نبني بيتا لبنانيا اي دولة وليس مزرعة وهذا هو جوهر الخلاف ونريد بناء هذا البيت بفلس الارملة لذلك نحن بحاجة إلى مساعدتكم"، لافتاً إلى أنه "ستسمعون الكثير من الانتقادات من الذين لديهم قصورا بنوها من أموال الخارج، ونحن يبقى شرفنا بالتيار أننا لا نمد يدنا على جيوب الناس ولا على أموال الدولة ولا نمد يدنا إلى الخارج لنبيع القضية، في حين انهم هم بنوا قلاعهم من الخوات ومن تمويل الخارج ويعيبون علينا فقرنا ويسمونه فسادا".
وكشف عن أنه "سيكون هناك نصبا للحقيقة في بيت "التيار الوطني الحر" لأن الحقيقة تحررنا وهي أعلى قيمة في حياتنا العامة، سقف الحرية هي الحقيقة وقررنا دفن الكذبة والاشاعة هناك كي نعطي درسا لكل الكاذبين وعهدي لكم أن لا يتم اعفاء أي شخص من الذين يكذبون عنا وان نلقنهم درسا في الاخلاق"، مؤكداً أن "هذا البيت حلمنا وسنحققه مهما كان صعبا، ولا شيء يوقفنا عن أحلامنا، هذا البيت نبنيه بقلب لبنان ونرى منه كل لبنان كي نكون دائما شفافين ومنفتحين".
وأكد "اننا سنبقى لبنانيين وطنيين ومشرقيين وسنحافظ على هذه الارض ونبني البيت على صخرة الاستقلال لنقول ان لبنان صخرتنا وليس لنا بديلا عن هذا الكيان برسالته وتنوعه ولا يوجد بقعة أرض في العالم تعطينا عنه بديلا ولا بديل عن لبنان طالما فينا نبض وسنبقى هنا من أجل الدفاع عن لبناننا"، مشيراً إلى "أنني وفيت بعهدي وعلى عهدي سأكمل، "التيار الوطني الحر" رسالة ومشروع لوطن، هذا التيار من دون التذرع بأوضاع استثنائية في البلد سيقوم بالعملية الانتخابية رقم 7 وسينتخب رئيسا له من القاعدة الشعبية وسنؤمن المشاركة للجميع كي نظهر اننا نقوم بما لا تستطيع الدولة ان تقوم به".
وأضاف "نحن اليوم نتعرض لنفس 7 آب السياسي بعد 17 عاما، 7 آب هي نتيجة ما سمي مصالحة الجبل، وتم اعتقالنا جماعيا مع تلفيق التهم كاليوم، واليوم لا زلنا وحدنا نعمل لأننا نريد المصالحة العميقة لا السطحية، العودة بدأناها سياسيا وأتينا بنوابنا ونريد انهاء ملف المهجرين من خلال وضع خطة تهدف لاقفال الوزارة، والمصالحة العميقة عبرنا عنها بقداس دير القمر وظهر لاحقا الرفض لنَفس كميل شمعون في الجبل"، مشيراً إلى أن "أهلنا في الجبل لهم الحق بالانماء الحقيقي من دون أي تمييز، وردة فعلنا اليوم عدم الوقوع في الكمين والشرك السياسي، ولن نسمح بمشكل درزي مسيحي في الجبل ونعمل بثبات من أجل الشراكة ولا تراجع مهما كذبوا"، موضحا ان "قطع الطريق والاعتداء في قبرشمون حصل على وزراء ونواب يزورون مناطقهم وناسهم، الوقائع واضحة ولن يستطيع ان يتهرب منها أي قضاء عسكري أو عدلي أو جنائي".
وشدد باسيل على "إننا لن نستأذن أحدا لندخل إلى بيوتنا في الجبل ولن نسمح بالاقطاعيات السياسية والقضاء من واجبه الدفاع عنا والجيش من واجبه أن يحمينا وكل تعاطينا ما قبل حادثة قبرشمون وما بعد الحادثة هو مفهوم الدولة مقابل اللادولة وترون اليوم منطق الميليشيا مقابل منطق الدولة، الميليشيا مرتبطة بالخارج أما نحن فدولة القانون المحصنة ضد الخروقات من الخارج وسنبقى عابرين للطوائف ونعمل من أجل المصالحة العميقة بالنفوس مهما عرقلوها".
من جهة أخرى، شدد باسيل على انه "تعهدت ان لا أمس أي يوم بالمصالحة المسيحية المسيحية لذلك تحملت الظلم والكذب اعتقادا مني أنني أحميها وتبين انني أسيء إليها، وأعتقد انه لا زال ممكنا انقاذ اتفاق معراب، والاتفاق غير المصالحة التي حصلت في الرابية، لن نعود عن المصالحة مهما حصل للاقتتال الداخلي، أما اتفاق معراب فهو اتفاق سياسي طلب به رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بدلا سياسيا مقابل تأييد ميشال عون للرئاسة، وتم تعميم جو اننا أخلّينا بالاتفاق والحقيقة ان جوهر الاتفاق أن نكون معا بدعم الرئيس وأن نتفاهم على التعيينات والانتخابات إلا ان جعجع أراد أن يأخذ التعيينات والحكومة واكتشف ان ربحه بالمعارضة والشعبية هو باتهامنا بالفساد وبدأ يشن الحملات الكاذبة علينا ويحصل مردودها علينا".
وتابع: "بدل أن يحمل معنا كما هو الاتفاق ذهب ليعرقل الحلول بحجة الفساد وبات عمله محاربة الرئيس ورئيس الحكومة وصولا إلى دعم علني لاختطاف رئيسها ونبهته بأن هذا السلوك سيؤدي إلى إيقاف الاتفاق بيننا، إنما هو اختار الاستمرار بسياسة الكذب بدل الحفاظ على الاتفاق، وبات يروج للشائعات وأقول اليوم ان سياسة السكوت وتحمل الظلم انتهت وأنا أعطي فرصة أخيرة للعودة إلى روحية الاتفاق وتطبيقه واليوم هي الفرصة وغدا نعود إلى الاتفاق إذا أوقفوا الافتراء علينا".
وأكد باسيل ان "القاتل بالكلمة والشائعة هو أبشع من القاتل بالسلاح، بقيت ساكتا لكن إلى متى، متى طرحوا مشروعا ولم نقف معهم؟ لا تقفوا معنا بمشاريع انقذت البلد واستعادة الحقوق ولا الشراكة بالجبل على الاقل لا تقفوا ضدنا من أجل حسابات لا "تستاهل"، الرئاسة أرخص من حقوقنا وأرخص من الكرامة في الجبل"، مشدداً على "إننا لا نقبل الانتقال من المناصفة إلا إلى دولة مدنية مع مجلس شيوخ ومركزية ادارية موسعة، الغاء الطائفية السياسية وحدها لا تكفي".
ولفت إلى "إننا اعتبرنا ان كل اللبنانيين خرجوا من منطق العد الديمغرافي ويبدو ان البعض يريد العودة إليه، الطائفي هو الذي يضرب التوازن الوطني ونريد ان نعرف من هو يهوذا الاسخريوطي ونريد ان نعرف إذا إيماننا بشركائنا هو عميق ونهائي، ونريد ان نعرف إن كان العيش المشترك كذبة أو حقيقة، مؤكداً "إننا لا نقبل بحصار أو بالغاء أو حتى باحباط أي مكون لبناني نتيجة خسارة جهة في المنطقة أو ربح جهة أخرى، نحن لا نربح على بعضنا بل نفرح لبعضنا وللبنان وحلمنا ببناء التيار القوي ولبنان القوي لم يتغير وأنتم الاساس الذين نريد ان نبني التيار عليه".